قصة معركة أمغالا
![]() |
قصة معركة أمغالا |
معركة أمغالا الأولى وقعت في أواخر يناير 1976 بين القوات المسلحة الملكية المغربية من جهة وثلاثة ألوية من الجيش الجزائري وعناصر من البوليساريو على ثلاث جبهات (أمغالا، المحبس والتفاريتي). إذا كانت حرب الرمال قد أظهرت الدروس الواجب استخلاصها من عثرات النشأة، فإن حرب أمغالا قادت إلى استخلاص الدروس من عثرات الثقة المبالغ فيها نحو الجزائر، خاصة وأن أمغالا تبعد عن الحدود الجزائرية بحوالي 380 كيلومترا. «الوطن الآن» نفضت الغبار عن الأرشيف العسكري وأعادت تركيب إحدى أهم إشراقات الجندي المغربي التي مازالت شبحا أسوء يطارد الجزائر. هذه الأخيرة التي بدأت مؤخرا تقرع الطبول وتشتري بنهم مختلف الأسلحة.
إذا كانت الحرب تقود ميكانيكيا إلى الدمار والقتل، فإن من مميزات حرب الرمال التي خاضتها القوات المسلحة الملكية ضد الجيش الوطني الجزائري عام 1963 وحرب أمغالا عام 1976، أنهما سمحتا للمغرب بصورة خاصة بتقويم أداء مؤسسته العسكرية بما يتلاءم ودورها في أن يبقى المغرب متربعا على عرش القوى الإقليمية بالمنطقة، خاصة وأن هاتين المعركتين (حرب الرمال وحرب أمغالا) هما المناسبتان اللتان تواجها فيهما الجيش المغربي مع خصمه الجزائري مباشرة، وتعرضت فيها الجزائر إلى نكسة صعب على الجيش الجزائري نسيانها - حسب المراقبين - بسبب خسارته الميدانية في الحرب الأولى وفي الحرب الثانية، وهي الخسارة التي لم يشفع فيها لا الدعم القوي الممنوح للجزائر من طرف الحلف الاشتراكي ومصر الناصرية عام 1963، ولا الأموال المتدفقة من تسويق الغاز والنفط عام 1976.
في هذه الحرب التي شاركت فيها أربع دول هي: المغرب والجزائر وموريتانيا وليبيا، بالإضافة الى انفصالي البوليساريو. وإذا كانت مساهمة ليبيا قد انحصرت فقط في مد مقاتلي البروليساريو بالسلاح والعتاد، فإن الأطراف الأخرى شاركت بجيوشها النظامية بالنسبة للدول وبمقاتليها بالنسبة لجبهة البوليساريو. وكادت هذه الحرب أن تؤدي الى اندلاع حرب أكبر بين المغرب والجزائر عندما شاركت قوات جزائرية في معركة امكالة الأولى، والتي انتهت بأسر نحو 500 من أفراد الجيش الوطني الشعبي الجزائري، ومنذ تلك المعركة التي جرت عام 1976 لم تزج الجزائر بجيشها في المعارك الميدانية، وظلت تدعم باللوجستيك والسلاح والدخيرة والعتاد مقاتلي البوليساريو.
أما موريتانيا فقد أدى انسحابها من إقليم واد الذهب عام 1979 الى إنهاء حربها مع البوليساريو. خلال 16 من المعارك الطاحنة بين القوات الملكية المسلحة المغربية وانفصالي بوليساريو سقط المئات من الضحايا من الجانبين، وأصيب المئات الآخرين بجروح، كما أسر المئات لدى الجانبين. وخلال فترة الحرب كان عدد مقاتلي البوليساريو يقدرون ما بين 30 و40 ألف مقاتل، بينما كانت تشير التقديرات الى أن عدد القوات المغربية من جميع الأسلحة بلغت 150 ألف رجل ما زال معظمها يرابط في المواقع الأمامية على الجدار الأمني الذي يعبر الصحراء المغربية على طول 2500 كيلومتر.
في ما يخص الخسائر المادية والبشرية فقد كانت في صفوف الجيش الجزائري لا تعد ولا تحصى، حيث لم يعد أي شخص من الفيلق الجزائري الذي هاجم منطقة مركالة وأم لعشار وقوامه ألف جندي من مختلف الرتب والذي كان تحت قيادة رائد مصري (تم قتله في المعركة)، فضلا عن قوة من المظليين، وقوامها 600 مظلي يقودها رائد من الجيش المصري تم قتله أيضا، كما تم أسر حوالي 500 جندي جزائري ، فضلا عن أسر 14 جندي جزائري يقودهم ملازم كانوا يقومون بزرع الألغام بالمنطقة المحاذية لمدينة الزاك، وذلك من طرف الملازم علي بويا ميارة رحمه الله قام اللواء الأول للمشاة بالجيش الجزائري بالهجوم على بلدة أمغالا، في حين قام لواء آخر بالهجوم على منطقة التفاريتي، وتمركز لواء آخر للمدرعات بالمحبس.
وبعد ورود هذه المعلومات، توجهت القوات المسلحة الملكية لصد هذا الهجوم في قوة تضم وحدة لجبهة التحرير والوحدة تحت قيادة النقيب حبوها لحبيب، وفيلقين للمشاة يقودهما الكولونيل بن عثمان مدعومين بقوة للمدرعات تتكون من 36 دبابة. وصلنا إلى أمغالا في الساعة التاسعة صباحا، حيث وجدنا أن الجيش الجزائري قام بمركزة مدفعيته الثقيلة على الأراضي الموريتانية وبالتحديد بمنطقة: «كارة فوق كارة »، والتي تبعد مسافة 6 كلمترات عن أمغالا.
ابتدأت المعركة من الساعة التاسعة صباحا، ولم تخمد نيرانها إلا في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال. و للإشارة فقد قام الطيران المغربي بدور كبير في هذه المعركة، إذ قام بقصف مواقع المدفعية الجزائري وقتل الضابط المسؤول عنها. بعدها سيتراجع الجيش الجزائري فارا من ساحة المعركة تاركا وراءه الكثير من السيارات والمعدات.
