الثورة مستمرة
رشيد عنتيد:
طبيعي أن تتشبث لوبيت الفساد و الريع بمواقعها لأن معارك البقاء لا تعترف بالأخلاق و لكن بالقوة ، و هي مواقع تذر على أصحابها مكانة اجتماعية محترمة، و حياة استهلاكية باذخة لم يستحقوها بالكد و العناء و لكن سرقوها بالأنساب و الدسائس التزلف و الى السلطة و المال.. الحراك المغربي و انعطافة 2011 بدستورها الجديد نزع فتيل القنبلة التي عصفت بأنظمة حاكمة في الجوار..لكن القنبلة في حد ذاتها لا تزال صالحة للإستعمال و الإستغلال في المغرب، و ما إذا عادت الفتيلة الى مكانها، آنذاك لن يكون موعد و طريقة الإنفجار معلوما بالضرورة..و على نفسها ستجني براقش بالتأكيد.. صورة بليغة أن يمشي الملك الشعبي في الطين و الوحل و المواطنين ينتظرون السلام عليه من وراء السياجات، يريد الملك بخرق قواعد البروتوكول أن يتقاسم مع المغاربة صبرهم و معاناتهم، لأن جميع المغاربة يعرفون أن يد الملك التي تصافحهم و الأرجل غارقة في الطين، لا يمكنها أن تقوم بكل شيء وحدها، مادام أن أوصال الدولة العميقة لا تزال تحترف البغاء، و أمال الوطن تتعرض للسرقة، و إرادة التغيير الهاديء تتعرض للخطف من طبقة اقتصادية و سياسية متعفنة.. كان انضمامي الى حزب الأصالة و المعاصرة انضماما الى نضال مستمر هويته المرجعية شكلتها نخبة من السياسيين في حركة لكل الديمقراطيين.. أعترف الآن أن الحزب لا يزال يحمل بصمات ما قبل 2011، هي عاهات ستظل مستديمة مالم يتدخل جراح شجاع ليعالج الأورام الريعية.. أشخاص اعتقدوا منذ 2008 أن الحزب هو قاعة انتظار خلفية لدى القصر الملكي للحصول على الجاه و الثروة و النجاح السهل في الإنتخابات ، و آخرون من زمن المتلاشيات السياسية و الإديولوجية اعتقدوها مناسبة لتصريف الديكتاتوريات القديمة التي لم تتحق في زمن فشلوا في تدبيره..زمن سموه من بعد سنوات الجمر و الرصاص، و هو على كل حال جمر و رصاص جميل مقارنة بما كان سينتظر المغرب لو وصلوا آنذاك الى سدة الحكم .. هي مناسبة أخبر فيها الرفاق بحادثة وقعت في أول اجتماع للجنة التحضيرية لشبيبة الحزب بالرباط. وقف أحد المبعوثين من الأستاذ الزعيم الأمين ليمرر علينا ببراءة ورقة نسجل فيها أسماء الحاضرين و أرقام الهواتف.. جميع من في القاعة اعتقد أنه من ممثلي اللجنة التحضيرية عن جهة مكناس تافيلات، و عندما تدخل الأستاذ بنعزوز و استفسره عن صفته و نبهه أن مقرر اللقاء موجود، وقفت إحدى " المناضلات" و طلبت الحديث على انفراد مع الأستاذ بنعزوز خارج القاعة . احتج الشباب بضراوة على هذا السلوك الوقح. تعترف المناضلة أمام الجميع أن الشخص الذي جاء معها يحمل تفويضا، وقحا هو الآخر ، من الأستاذ الأمين الزعيم بالإنضمام الى أعضاء اللجنة الممثلين للجهة ضدا على الديمقراطية و الإنتخابات التي تمت. و هي نفس المسطرة التي انتهجت إبان المؤتمر الإقليمي لمكناس عندما سقط الأمين الإقليمي من السماء و هو غائب عن المؤتمر ضدا على الدستور و القوانين و الحزب.. كل هذا يحدث في تناقض عجيب مع الثرثرة الركيكة و المقالات المفبركة التي يتكلف الأتباع المساكين بتسويقها للزعيم هنا و في كل مكان.. لذلك لا أصدق كل السعار و السهام التي توجه الى الحزب الحاكم، و هو حزب يتناقض حتما مع مرجعيتي ، لكن أعرافه الديمقراطية داخله و الإلتفاف حول مشروع الأسلمة، يتستحق مني حد أدنى من التقدير و يجعلني أعتبر الكثير من مدعي الحداثة في نفس مستوى الخطر الظلامي، و في نفس الإعاقة التي تعترضنا للتبشير و إقناع الناس بقيم العقل و الحداثة الحقيقية.. ننتظر قرارا سياسيا حقيقيا من داخل الحزب بجعل المنظمة الشبابية المقبلة تنظيما يتوفر على هامش كبير من الإستقلالية كي يساهم الشباب الحر بقوتهم في كنس الحزب الذي أفشل فكرته الجميلة تحالف الأعيان مع ممتهني البروليتاريا..ننتظر أن تكون المنظمة الشبابية منظمة حقيقية مستقلة عن الظرفية الإنتخابوية و تتمتع بالشخصية المعنوية و القانونية و ليس مجرد روض أطفال و طاولات للغو و أخذ الصور.. ننتظر من الشباب في المؤتمر أن يفرزوا قيادات حقيقية لا تبحث عن المناصب السهلة، لها
قوة التصدي الإنتحاري، و لها مصداقية الإشتغال تحت الشمس و احترام القانون و احترام آمال المستقبل.. شبيبة تكون بكل بساطة متجردة من الهوس الحزبي الضيق و تكون آفاقها ممتدة في الموعد مع انتظارات البلاد..هناك تحديات قادمة كثيرة في زمن متوسط و قريب تنتظر أطوادا شامخة و ليس مجرد كاراكيزات بئيسة..لا نريد للقوى الظلامية بكل تلاوينها و تحالفاتها أن تسبقنا الى مواعيد مع التاريخ حاسمة، لا نريد أن يترسب إلينا اليأس و منا يتسرب اليأس الى المنسيين على الهامش.. هناك تاريخ لا يرحم، و أولى لمن يحترمون ماضيهم النضالي أن يقبلوا بحقيقة أن زمنهم ولى و يتركوا المكان بصمت، و يبقى سجلهم نقيا قبل أن تطالهم المكنسة العظيمة التي قد تكنس حزبا بأكمله عندما يتعفن ( لا قدر الله ) و يتحول الى قمامة..
طبيعي أن تتشبث لوبيت الفساد و الريع بمواقعها لأن معارك البقاء لا تعترف بالأخلاق و لكن بالقوة ، و هي مواقع تذر على أصحابها مكانة اجتماعية محترمة، و حياة استهلاكية باذخة لم يستحقوها بالكد و العناء و لكن سرقوها بالأنساب و الدسائس التزلف و الى السلطة و المال.. الحراك المغربي و انعطافة 2011 بدستورها الجديد نزع فتيل القنبلة التي عصفت بأنظمة حاكمة في الجوار..لكن القنبلة في حد ذاتها لا تزال صالحة للإستعمال و الإستغلال في المغرب، و ما إذا عادت الفتيلة الى مكانها، آنذاك لن يكون موعد و طريقة الإنفجار معلوما بالضرورة..و على نفسها ستجني براقش بالتأكيد.. صورة بليغة أن يمشي الملك الشعبي في الطين و الوحل و المواطنين ينتظرون السلام عليه من وراء السياجات، يريد الملك بخرق قواعد البروتوكول أن يتقاسم مع المغاربة صبرهم و معاناتهم، لأن جميع المغاربة يعرفون أن يد الملك التي تصافحهم و الأرجل غارقة في الطين، لا يمكنها أن تقوم بكل شيء وحدها، مادام أن أوصال الدولة العميقة لا تزال تحترف البغاء، و أمال الوطن تتعرض للسرقة، و إرادة التغيير الهاديء تتعرض للخطف من طبقة اقتصادية و سياسية متعفنة.. كان انضمامي الى حزب الأصالة و المعاصرة انضماما الى نضال مستمر هويته المرجعية شكلتها نخبة من السياسيين في حركة لكل الديمقراطيين.. أعترف الآن أن الحزب لا يزال يحمل بصمات ما قبل 2011، هي عاهات ستظل مستديمة مالم يتدخل جراح شجاع ليعالج الأورام الريعية.. أشخاص اعتقدوا منذ 2008 أن الحزب هو قاعة انتظار خلفية لدى القصر الملكي للحصول على الجاه و الثروة و النجاح السهل في الإنتخابات ، و آخرون من زمن المتلاشيات السياسية و الإديولوجية اعتقدوها مناسبة لتصريف الديكتاتوريات القديمة التي لم تتحق في زمن فشلوا في تدبيره..زمن سموه من بعد سنوات الجمر و الرصاص، و هو على كل حال جمر و رصاص جميل مقارنة بما كان سينتظر المغرب لو وصلوا آنذاك الى سدة الحكم .. هي مناسبة أخبر فيها الرفاق بحادثة وقعت في أول اجتماع للجنة التحضيرية لشبيبة الحزب بالرباط. وقف أحد المبعوثين من الأستاذ الزعيم الأمين ليمرر علينا ببراءة ورقة نسجل فيها أسماء الحاضرين و أرقام الهواتف.. جميع من في القاعة اعتقد أنه من ممثلي اللجنة التحضيرية عن جهة مكناس تافيلات، و عندما تدخل الأستاذ بنعزوز و استفسره عن صفته و نبهه أن مقرر اللقاء موجود، وقفت إحدى " المناضلات" و طلبت الحديث على انفراد مع الأستاذ بنعزوز خارج القاعة . احتج الشباب بضراوة على هذا السلوك الوقح. تعترف المناضلة أمام الجميع أن الشخص الذي جاء معها يحمل تفويضا، وقحا هو الآخر ، من الأستاذ الأمين الزعيم بالإنضمام الى أعضاء اللجنة الممثلين للجهة ضدا على الديمقراطية و الإنتخابات التي تمت. و هي نفس المسطرة التي انتهجت إبان المؤتمر الإقليمي لمكناس عندما سقط الأمين الإقليمي من السماء و هو غائب عن المؤتمر ضدا على الدستور و القوانين و الحزب.. كل هذا يحدث في تناقض عجيب مع الثرثرة الركيكة و المقالات المفبركة التي يتكلف الأتباع المساكين بتسويقها للزعيم هنا و في كل مكان.. لذلك لا أصدق كل السعار و السهام التي توجه الى الحزب الحاكم، و هو حزب يتناقض حتما مع مرجعيتي ، لكن أعرافه الديمقراطية داخله و الإلتفاف حول مشروع الأسلمة، يتستحق مني حد أدنى من التقدير و يجعلني أعتبر الكثير من مدعي الحداثة في نفس مستوى الخطر الظلامي، و في نفس الإعاقة التي تعترضنا للتبشير و إقناع الناس بقيم العقل و الحداثة الحقيقية.. ننتظر قرارا سياسيا حقيقيا من داخل الحزب بجعل المنظمة الشبابية المقبلة تنظيما يتوفر على هامش كبير من الإستقلالية كي يساهم الشباب الحر بقوتهم في كنس الحزب الذي أفشل فكرته الجميلة تحالف الأعيان مع ممتهني البروليتاريا..ننتظر أن تكون المنظمة الشبابية منظمة حقيقية مستقلة عن الظرفية الإنتخابوية و تتمتع بالشخصية المعنوية و القانونية و ليس مجرد روض أطفال و طاولات للغو و أخذ الصور.. ننتظر من الشباب في المؤتمر أن يفرزوا قيادات حقيقية لا تبحث عن المناصب السهلة، لها
قوة التصدي الإنتحاري، و لها مصداقية الإشتغال تحت الشمس و احترام القانون و احترام آمال المستقبل.. شبيبة تكون بكل بساطة متجردة من الهوس الحزبي الضيق و تكون آفاقها ممتدة في الموعد مع انتظارات البلاد..هناك تحديات قادمة كثيرة في زمن متوسط و قريب تنتظر أطوادا شامخة و ليس مجرد كاراكيزات بئيسة..لا نريد للقوى الظلامية بكل تلاوينها و تحالفاتها أن تسبقنا الى مواعيد مع التاريخ حاسمة، لا نريد أن يترسب إلينا اليأس و منا يتسرب اليأس الى المنسيين على الهامش.. هناك تاريخ لا يرحم، و أولى لمن يحترمون ماضيهم النضالي أن يقبلوا بحقيقة أن زمنهم ولى و يتركوا المكان بصمت، و يبقى سجلهم نقيا قبل أن تطالهم المكنسة العظيمة التي قد تكنس حزبا بأكمله عندما يتعفن ( لا قدر الله ) و يتحول الى قمامة..
