مخابرات إقليمية ودولية متورطة في المعارك بليبيا
وأشارت تقارير إعلامية في وقت سابق إلى سقوط معسكر “الصاعقة” بمدينة بنغازي بشرق ليبيا بيد تنظيم “أنصار الشريعة” المُصنف إرهابيا على الصعيد الدولي. غير أن العقيد الليبي محمد حجازي الناطق الرسمي باسم عملية “كرامة ليبيا” التي يقودها اللواء خليفة حفتر منذ منتصف شهر مايو الماضي، نفى قطعيا سقوط هذا المُعسكر، وتوعد من وصفهم بالظلاميين والتكفيريين بقبرهم قريبا. وقال في تصريحات عبر الهاتف لصحيفة “العرب”، إن الأنباء التي تحدثت عن سقوط مُعسكر “الصاعقة” التابع للجيش الوطني الليبي، هي أنباء “مغلوطة وتضليلية”، لأنه “لا يمكن أبدا السيطرة على هذا المعسكر”.
وأوضح أن “كل ما حصل هو أن عددا كبيرا من الظلاميين والتكفيريين المدعومين من تركيا هاجموا المعسكر، واستطاعوا تدمير بعض جدران سوره الخارجي، ثم التقطوا بعض الصور في عملية استعراضية قبل أن يفروا كالجرذان تحت وطأة نيران قوات الجيش الليبي. وتحدى العقيد محمد حجازي الذين يقولون إنهم سيطروا على المعسكر “الظهور بسياراتهم داخل المعسكر أو خارجه ليثبتوا صحة كلامهم، وقال إنه على يقين بأنهم لن يفعلوا ذلك لأنهم ليسوا موجودين بالمعسكر أصلا”. وكشف في هذا السياق أن قوات الجيش الليبي “تمكنت من رصد العشرات من المصريين والجزائريين والتونسيين والأفغان كانوا في صفوف الجماعات التكفيرية التي هاجمت معسكر الصاعقة في وقت سابق”.
ولفت إلى أنه تم إلقاء القبض على فلسطيني أثناء الاشتباكات، حيث “تبين أنه وصل إلى ليبيا عن طريق تركيا صحبة العشرات من الظلاميين العرب والأفغان الذين كانوا يقاتلون في سوريا ضمن صفوف أنصار الشريعة وجبهة النصرة”. وقال “نحن لا نُحارب شرذمة من الظلاميين فقط، وإنما نُحارب أجهزة مخابرات دولية وعربية، وخاصة منها المخابرات التركية التي تقوم بتسليح هؤلاء الظلاميين، ومدهم بالعتاد والذخائر الحربية، والأفراد المُتعطشين للدم الذين تلقوا تدريبات وخبرة عسكرية في سوريا”. وتأتي اتهامات حجازي لمخابرات دولية وعربية بالوقوف وراء الأحداث في شرق ليبيا لتدعم اتهامات مصرية سابقة لمخابرات خارجية بالوقوف وراء مقتل 22 من جنودها على الحدود مع ليبيا، ما يعني أن الأمر أبعد من أن يكون مجرد اتهامات عابرة. وتوعد العقيد حجازي في المقابل بدحر هؤلاء الظلاميين والتكفيريين، حيث قال “نحن نستعد حاليا لتنفيذ عملية عسكرية وصفها بالكبيرة ضمن إطار معركة “حاسمة” لإرجاع “الجرذان” إلى جحورهم. وكشف في هذا الصدد عن “تحضيرات متسارعة لهذه المعركة التي أُعدت لها خطة عسكرية مُحكمة في سياق استراتيجية متكاملة بعد ان تم ترتيب الصفوف، وحشد الطاقات لها لتكون كفيلة بتطهير شرق ليبيا من الظلاميين”.
ولم يُحدد العقيد محمد حجازي موعد هذه المعركة التي وصفها بالحاسمة، واكتفى بالقول إنها “قريبة جدا، ذلك أن الظلاميين بإقدامهم على مهاجمة معسكر الصاعقة حفروا قبورهم بأيديهم.
